في حياتي اليومية كفريلانسر أتعرض للكثير من الأسئلة مثل “أنت طول الوقت قاعد في البيت كدا؟” أو “هو الشغل من البيت دا بيجيب فلوس؟” وكثير من الأسئلة المشابهة أيضاً من أشخاص لا يمكنهم تخيل -أو تقبل- الفكرة.
وآخرين مهتمين ويريدون معرفة المزيد، في كلتا الحالتين في كل مرة أضطر لشرح الفكرة من البداية، لذلك قررت أن أكتب عن الفرق بين الوظيفة والعمل الحر في مقال وعندما يسألني أحدهم أرسله له وأستغل وقت الإجابة في شيء أكثر إفادة.
إذا كنت تتساءل هل العمل الحر أفضل من الوظيفة أو العكس، وما هي مميزاته أو عيوبه وما الفرق بين الوظيفة والعمل الحر أنت في المكان الصحيح.
في البداية لكي تعرف الفرق بين الوظيفة والعمل الحر أي الفرق بين أن تعمل في شركة أو مؤسسة ما، وأن تعمل كفريلانسر Freelancer (عمل حر) لا بد أن تعرف الفرق بين شيئين مهمين وهما:
- نظام المرتب أو الدخل الثابت (Salary system).
- نظام الأرباح (Revenue system).
بشكل أساسي العمل كموظف يكون بنظام الراتب الشهري والذي غالباً ما يكون راتب ثابت قابل للزيادة أو النقصان بشكل بسيط، أما العمل كفريلانسر غالباً ما يكون بنظام الأرباح أي أنك تعمل لتحقيق المزيد من الأرباح.
إذن ما الفرق بين الوظيفة والعمل الحر وإيهما أفضل ولماذا؟
في الحقيقة كل نظام له مميزاته وعيوبه، في الأسطر القادمة سأحاول أن أعطيك فكرة عن هذه العيوب والمميزات بشكل موضوعي في كلا النوعين وفي الأخير سأترك لك القرار في تحديد أيهما أنسب لك.
مميزات العمل كموظف:
- دخلك كموظف يكون ثابت وفي بعض الأحيان قابل للزيادة وهو ما يقال عنه “الأمان المالي” وهو ما يبحث عنه الكثير من الناس.
- العمل كموظف يكون محدد بعدد ساعات محددة يومياً بعدها -من المفترض- أن تنتهي علاقتك بالعمل تماماً وتبدأ في متابعة حياتك الشخصية.
- العمل كموظف غالباً ما يأتي بامتيازات إضافية مثل التأمين الصحي، المعاش، خدمات بنكية، وتسهيلات… أعتقد أن الفكرة وصلتك.
لكن مع ذلك العمل كموظف له عيوب كثيرة مثل:
– أن الدخل الثابت يضمن لك الأمان المالي لكن في نفس الوقت لا يسمح لك بأن تحقق ثروة مهما كان حجم ادخارك منه (لو كان هو مصدر دخلك الأساسي بالتأكيد).
– فكرة الدخل الثابت في حد ذاتها هي أكبر محفّز على عدم الابتكار والتطور أو حتى الأمانة في العمل، فمثلاً لو فكرت أنك عندما تبذل أقصى جهد ممكن في العمل ستحصل على نفس الراتب الذي ستحصل عليه عندما تعمل بأقل مجهود منك أو حتى عدم اهتمام؛
سترى أن هذا سبب كافي لجعلك لا تبذل ذرة مجهود إضافية في العمل! (وهذا ما ستلاحظه عند التعامل مع أي موظف حكومي في أي مكان تقريباً).
– عملك كموظف يكون مقيد بشكل كبير ودورك يبقى محدود وغالباً ما يتم تكراره كل يوم وبالتالي تفقد الإحساس بالإنجاز وتبدأ حياتك في التحول لروتين ممل لينعكس على شخصيتك وتصرفاتك مع الوقت.
– مهما كان الدور (الـ Position) الخاص بك فأنت أيضاً مقيد بالـ “سلم الوظيفي” ودائماً ما يكون هناك مديرين أعلى منك في الدرجة، وممكن حتى أن يكونوا أقل منك خبرة ومهارة وفي كثير من الأحيان قد يعوقك هذا عن إتخاذ أي خطوة إيجابية في مستقبلك المهني.
– صعوبة اتخاذ أي قرار مالي لأنك غالباً ما تكون مرؤوس أو في مؤسسة واتخاذ القرارات يأخذ وقت أطول وتعقيدات أكبر بكثير من إتخاذ قرار شخصي.
– مهما كان عدد أيام أجازتك سنوياً فهي محدودة ويصعب زيادتها بدون الحاجة لاختلاق الأعذار أو حتى دفع مقابلها في بعض الأحيان.
– عملك كموظف يجبرك على التواجد في مكان قريب من مكان عملك ومن الممكن أن حياتك كلها تنتقل إلى مكان قريب من مكان عملك لتتمكن من الحصول عليه، وإلا ستقضي الكثير من الوقت الإضافي في الذهاب إلى والعودة من العمل.
هل فكرت كم من الوقت يقضى الموظف في الذهاب إلي والعودة من العمل يوميًا؟
سأل أحدهم علي Qoura هذا السؤال وكانت الإجابات صادمة، في المتوسط معظم الأشخاص يقضون أربع ساعات من يومهم في هذا الأمر!
وفي بحث أجرته Truecar Adviser وجدوا أن متوسط الوقت الذي يقضيه الموظفين في الإنتقال من وإلى العمل يومياً 25 دقيقة. في حين أن 64% من الأشخاص أصبحوا يفضلون العمل من المنزل.
– حسناً لنواجه الأمر، إذا كنت موظف فأنت معرض لإن تفقد وظيفتك في أي وقت ولأي سبب كان، وهذا ما يضعك في حالة من القلق المستمر وضغط نفسي كبير طوال الوقت تقريباً.
– ربما أنت تحب زملائك في العمل، ولكن العديد من الأشخاص يجدون صعوبة في التأقلم مع زملائهم في العمل لأسباب مختلفة.
– وأخيراً وليس آخراً من الصعب جداً لفئة الشباب وخصوصاً من هم في بداية حياتهم أن يحصلوا على وظيفة من الأساس فهي حلم يصعب تحقيقه للكثيرين.
أما على الجانب الآخر من العالم فهناك الفريلانس (العمل الحر) والذي يعتمد على نظام الأرباح.
ولكن ما هي عيوب العمل الحر؟ بعد أكثر من خمس سنوات في العمل كفريلانسر دعني أخبرك بكل مصداقية:
– أنت لا تحصل على دخل ثابت! في شهر ما قد تستطيع تحقيق أرباح كثيرة جداً وفى شهر آخر تحقق أرباح قليلة جداً -بالطبع هذا يتوقف- ولبعض الأشخاص قد يسبب هذا الشعور بعدم الأمان والحاجة للعمل أكثر من اللازم.
– في البداية ستحتاج إلى الكثير من الوقت لكي تستطيع إثبات نفسك وفرض أسلوبك في العمل لتتمكن من جذب عدد أكبر من العملاء المحتملين.
– اتجاه الكثير من الأشخاص في السبع سنوات الأخيرة للعمل كفريلانسرز زاد من نسبة التنافسية بين الفريلانسرز، وأصبحت تنافس أشخاص من بلاد مثل الهند وبنجلادش وباكستان.
ويجب أن تعلم ان متوسط الدخل في هذه البلاد وغيرها قد يكون أقل بكثير من متوسط الدخل في بلدك، بالتالي نسبة نجاحك أو تحقيقك لعائد جيد تكون أكثر صعوبة.
– عدد ساعات العمل بالنسبة للفريلانسر ممكن أن تصل إلى يومك بالكامل بدون حتى أن تدرك ذلك، وهو ما يترتب عليه الكثير من المشاكل يمكنك معرفتها وكيفية التغلب عليها في هذا المقال.
– علاقاتك الاجتماعية تقل بنسبة كبيرة تدريجياً بدون أن تلاحظ وهذا قد يأثر عليك سلبياً أحياناً.
– لن تتوفر لك المميزات التي تحصل عليها من العمل كموظف مثل التأمين الصحي والمعاش وغيرهم من المميزات والصلاحيات.
ولكن رغم عيوبه إلا أن مميزاته أكبر مما تتخيل مثل:
– أنك تستطيع حرفياً أن تعمل أي شيء تحبه وأيضاً تحصل منه على عائد مادي بسهولة جداً. هل هناك أفضل من ذلك؟
– لن تكون مقيد بأي شكل من الأشكال، تستطيع أن تعمل أي شيء تحبه أو مميز فيه في أي وقت وأي مكان بكل أريحيه بدون تعقيدات العمل كموظف.
– عملك كفريلانسر يكون على نطاق أوسع لأن عملك لن يقتصر فقط على نطاقك الجغرافي، بمعنى أنه يمكنك وأنت في مصر مثلاً أن تعمل لصالح شركات في دبي، أوروبا، أو أميركا أو حتى الصين! الأمر يتوقف عليك.
– ميزة نظام الأرباح أنه أكبر محفزّ على العمل (على عكس الراتب) بمعنى انك عندما تعلم أن لزيادة أرباحك وتحقيق دخل أكبر لابد أن تعمل أكثر والأهم بشكل أفضل، سيجعلك هذا تعمل بإتقان أكبر وفي وقت أقل ويكسبك العديد من المهارات مثل إدارة الوقت والتخطيط لأن الوقت هو رأس مالك الأكبر وأهم مدخراتك.
– يجبرك العمل كفريلانسر على تطوير نفسك ومهاراتك بشكل يومي، لأنه كما سبق أن أشرت المنافسة أصبحت على نطاق أوسع وإذا لم تستطع ان تقدم خدمة أفضل وسعر أنسب سيكون هناك مليون بديل لك على الأقل، وهذا ما يكسبك قيم ومهارات مثل كيفية التعامل مع العملاء وكيفية العمل وقت أقل بإنتاجية أكبر.
تعرف على 5 عادات بسيطة ستساعدك على زيادة إنتاجيتك الضعف في هذا المقال.
– انت مدير نفسك! الكثير من الأشخاص يفرحون كثيراً عند سماعهم هذه الجملة، ولكن لا يكونوا مدركين إن هذا في حد ذاته يعني مسئولية كبيرة جداً! لأنك انت من تقيم نفسك وتحدد متى تعمل ومتى لا تعمل، وفي الأخير أنت من ينعكس عليك كل قراراتك السابقة.
لبعض الناس قد يكون هذا مرعب ولكن دعني أخبرك أنه من الجميل انك تعمل وقتما تحب وتعيش حياتك كما تحب.
– ليس هناك سقف لطموحاتك وأرباحك كذلك! في بعض المجالات من العمل الحر يعتمد عملك على إنك تصنع شيئاً ما ثم تقوم ببيعه الاف المرات مثل قوالب وورد بريس (WordPress Themes) مثلاً وبعض البرامج والإضافات (Plugins & Software) وحتى الصور والتصاميم!
هناك الكثير من المواقع التي تتيح لك بيع أعمالك على نطاق عالمي غير محدود وبعدد لا منتهي من المرات مثل Envato وبالتالي لن يكون هناك سقف محدد لأرباحك وهذا يوضح كثيراً الفرق بين الوظيفة والعمل الحر .
ولنا في فؤاد بدوي وكيف حقق أكثر من 2.5 مليون دولار من بعيه لقوالب وورد بريس خير مثال، يمكنك الاطلاع على قصته بالكامل في هذا المقال.
– عملك كفريلانسر يصبح أسهل فأسهل كل يوم، ففي الفترة الأخيرة أصبح هناك كم هائل من الخدمات والمواقع التي تقدم خدمات مخصصة للفريلانسرز، مما يجعل عملك كفريلانسر كل يوم اسهل وأكثر مرونة، يمكنك أن تعرف أكثر في هذا المقال عن 5 أدوات ستغير حياتك اذا كنت فريلانسر.
– في دراسة مهمة أجرتها CNN Business وجدوا إن الفريلانسرز (أو ما يعرف باسم The gig Economy) يحتلوا نسبة 36% (4 مليون) من القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط لعام 2018، ومتوقع أن يصلوا إلي 43%من القوة العاملة في أميركا أي قرابة 7.7 مليون فريلانسر في أميركا وحدها بسبب زيادة اعدد منصات الفريلانسينج وسهولة الحصول على عمل مقارنة بالوظيفة.
ليس هذا وحسب، أيضاً وجدوا أن 86% من الفريلانسرز يفضلون العمل كفريلانسرز عن العمل كموظفين.
وفي دراسة أخرى وجدوا أن 84% من الفريلانسرز يعملون فقط كفريلانسرز، هذه الأرقام توضح الفرق بين الوظيفة والعمل الحر وكيف أن الفريلانس أصبح جزء أساسي من اقتصاد الدول وأن له مستقبل كبير.
الخلاصة
بالطبع انا لم أتعمق كثيراً في تفاصيل الفرق بين الوظيفة والعمل الحر لأن هناك الكثير من المميزات والعيوب لكل منهما.
أنا فقط حاولت أن أوضح الفرق بين الوظيفة والعمل الحر في بعض النقاط الهامة لكي أكوّن لديك فكرة عامة عن كل نوع.
هل العمل الحر أفضل من الوظيفة أو العكس؟ ليس هناك إجابة محددة فهذا يتوقف عليك بالكامل، وفي الأخير هذا الأمر مثله كمثل أي شيء آخر في حياتنا وهو أنه تفضيل شخصي وليس مقارنة صارمة، فممكن أن تكون شخص يفضل العمل كموظف أو شخص يفضل العمل كفريلانسر.
المهم هو أن تختار الأنسب لك وفقاً لاحتياجاتك وظروف حياتك وأيضاً هناك بعض الأشخاص يدمجون بين الأثنين بكل بساطة لذا لا تنس إمكانية ذلك أيضاً.
على المستوي الشخصي انا أفضل كثيراً العمل كفريلانسر لأنني مؤمن بأن الأفراد هي التي تصنع الكيانات وليس العكس.
13 تعليق. Leave new
بصراحة العمل كفريلانسر خاصة بالوقت الحالي افضل بكتير من الوظايف الدائمة، مقالتك رائعة وشاملة…
بالتأكيد يا مؤيد أتفق معاك جداً، وشكراً لرأيك الجميل إن شاء الله القادم أفضل
انا عمري سبعة وعشرين سنة درست وأهلي تعبوا عليا واتخرجت وبقيت محاسب اد الدنيا في شركة هندسية محترمة.
قررت من شهر فات ترك العمل كموظف وإني أستقل واعمل بشكل حر. بالمجال اللي بحبه.
طبعاً الشهر دة مر عليا كأنه شاحنة ضخمة مرت على نفسيتي وأفكاري .. تشتت وقلق.
ولكن … أنا مش ندمان على ترك الوظيفة .. بالعكس انا دلوقتي حر .. والحُر مَلِك
عايز مقالات مناسبة للحالة بتاعتي
أهلاً بيك يا محمد، أطال الله عمرك ورزقك بكل خير، تجربة ملهمة جداً يا محمد بغض النظر عن عامل الخطورة، وسعداء جداً بأن النتيجة كانت إيجابية ونتمنى لك كل التوفيق في رحلتك كفريلانسر، بالتأكيد ستجد في هذا القسم مقالات مخصصة بالكامل للفريلانسينج وجميعها تناسب حالتك لأنها مسار تعليمي كامل
السلام عليكم
المقال جميل جدا ومفيد و فيه تفاؤل يطمن
انا مترجمة مبتدئه ومحتاجه إرشاد ازاي ابدأ فريلانسر وازاي اقوي نفسي اكتر و ابدأ المنافسة مع نفسي اولا
و جزاك الله خيرا
أهلاً بيكي يا أ. هدير، سعيد إن المقال كان مفيد ليكي وبشكرك على رأيك الجميل، إذا لم أكن مخطأ فا إحنا بنتواصل فعلاً بخصوص الموضوع دا.
وجزاكي الله كل خير.
إزيك يا علي يارب تكون بخير المقال جميل جداً
انا بس عندي إستفسار هو إازاي انا ممكن أشتغل في دبي وأمريكا والأمارات ممكن عن طريق مواقع الفريلانس ولا بيبقي ازاي عشان مش فاهم الحتة دي معلش
وقريت من فترة قريبة ان انت كمصمم فريلانس تختلف من شغلك لوحدك او انك شغال في شركة لو في مقال يعرفني الفرق مابين شغلي لوحدي في شركة او لو توضحهولي انت باايجاز بسيط كده ابقي متشكر ليك وهو انا ممكن ابقي شغال في شركة من البيت عادي مش كده مش لازم اروح مقر الشركة ولا بيبقي علي حسب الاتفاق مابينا ؟
أهلًا بيك يا أحمد وأتمنى تكون في افضل حال دايمًا، أستفساراتك جميلة ودسمة يا أحمد وسعيد أنك أعدت لفت نظري لأهمية شرحها.
1. إنك تكون فريلانسر بتشتغل في دبي وأميركاوالأمارات (وتقريبًا أي دولة في العالم) دي معناه إنك تقدر تكون في أي مكان وتنفذ شغل لعملاء أو حتى شكرات في الدول دي، أنا شخصيًا نفذن شغل في دول زي البحرين، السعودية، دبي، أميركا وغيرهم وانا مروحتش الدول دي قبل كدا، دا معنى الجزء دا.
2. بالتأكيد جدًا يا أحمد في فرق كبير ما بين الأتنين، بشكل أساسي هو دا الفرق بين الفريلانسر وصاحب العمل، لو أنت بتشتغل كجزء من فريق عمل في شركة ما ولكن عن بعد في الحالة دي أنت أسمك فريلانسر (وبالأجابة على سؤالك أنت ممكن تكون شغال في شركة أو لشركة ولكن بشكل مستقل من البيت دا طبيعي جدًا)، لكن لو أنت بتشتغل بشكل مباشر مع العملاء وإن كانوا في دول تانية زي ما وضحت في النقطة 1 فا أنت كدا أصبحت صاحب عمل، الفكرة حاولت جدًا أبعد عن تقديمها في الوقت الحالي لإنها هتكون غير مفهومة لكتير من الفريلانسر، لدرجة إني شخصيًا بقول على نفسي فريلانسر علشان الشخص اللي بكلمه يفهم أني بشتغل بشكل مستقل لكن انا في الحقيقة صاحب عمل لأني مش بشتغل كجزء من شركة أو على منصة ولكن بشتغل بشكل مباشر مع العملاء ودا بيخليني صاحب عمل مش فريلانسر.
سعيد بتساؤلاتك وأتمنى تكون تاني نقطة بقت أوضح بالنسبالك وإن شاء الله قريب هتناولها بشكل أكبر في مقال منفصل.
السلام عليكم اخ علي
اشكرك على المقال القيم وبما أنني عايشت الوظيفة والعمل الحر أؤكد بأن المقال وصف بدقة كلا الحالتين وانا عايشتها معا و لمدة 6 سنوات
اما العمل الوظيفي وحضرتك اوفيت شرحه مدة 20 عاما تطورت به وكان لي الدور الجيد
منذ ست سنوات بدأت مقابل الوظيفة عمل حر محل تجاري وتطور هذا العمل بمجهود مضاعف وفترة بعد الظهر وأصبح انتاجي جيد وانا بصدد أخذ قرار بترك الوظيفة وهو قرار صعب
السؤال : التجارب السابقة لذات الحالة وحضرتك منها كيف ستوكون الحالة النفسية في هذه المرحلة
وكيفية التخلص من التجاذب العقلي بأخذ القرار لترك الوظيفة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أحمد، سعدت بقراءتك للمقال وسعدت أيضًا بسماع تجربتك في كلا الحالتين.
من الرائع أن تبدأ عمل جانبي ثم ترى هذا العمل يزدهر ليتفوق على عملك الأساسي، الرائع في هذا الأمر هو أن الوظيفة لا تنموا بالسرعة والقدر الذي قد ينموا به العمل الخاص أو الحر، والجمع بين الأثنين سيوفر الأمان المالي مع القدرة على النمو والازدهار كذلك، هذا رائع وكل شيء لكن في مرحلة ما سيبدأ صراع داخلي في النمو، هذا الصراع يتلخص في سؤالك.
لأن الأمان المالي هو أمر يجعلك تدمن عليه مثلما قال نسيم طالب، وهذا هو السبب في أن كثير من الناس ليس لديهم الشجاعة الكافية لبدء عمل جانبي مثلك، أو لنكون أكثر دقة خوفهم من فقدان الأمان المالي هو ما يمنعهم من خوض تلك التجربة من الأساس، ولكن هذه ليست مشكلة لأن تلك التجربة ليست مناسبة لكل الأشخاص على كل حال.
أقول هذا لأخبرك بأنني أعلم مدى صعوبة إتخاذ هذا القرار، ولكن بما أنك قد خضت بالفعل تلك التجربة فالأمر أصبح أكثر وضوحًا الآن، لذا سأخبرك بثلاثة خطوات لتقم بالأمر بشكل صحيح.
الخطوة الأولى هي أن تبدأ في معرفة تكلفة العيش الخاصة بك، فإذا كانت مثلًا فواتيرك الشخصية ونفقاتك الضرورية 100$ تأكد من أن يتوفر لديك ما يمكنك من العيش بدون عمل مدة 6 أشهل على الأقل أي 600$. (أي شيء أقل من 4 أشهر يعتبر مجازفة)
الخطوة الثانية هي أن تتأكد من قدرتك على تحقيق ربح يعادل راتبك الشهري أثناء الوظيفة، فإذا كان مثلًا راتبك 250$ فتأكد من قدرتك على تحقيق 200$ على الأقل من عملك الحر بشكل شبه ثابت ومتواصل وأيضًا قابل للزيادة، لأنه قد يكون أقصى ما يمكنك تحقيقه من عملك الحر هو 250$ ففي تلك الحالة من الأفضل لك أن تبقيه عمل جانبي يحقق 50-100$ على أن تخاطر براتبك الأساسي بالكامل.
الخطوة الثالثة هي أن تمنح هذا العمل وقتك وجهدك وروحك أيضًا! لأنك تقوم بما يعتبره عقلك مخاطرة وعقولنا لا تحب المخاطرة لذا في تلك المرحلة ستشعر بأن عقلك يعمل ضدك وهذا ليس في صالحك، يجب أن تشغل نفسك تمامًا في العمل لكي تحول عقلك من العمل ضدك إلى العمل في صالحك وهذا سيتحقق عندما تبدأ في تحقيق النتيجة التي كنت تسعى لتحقيقها، صدقني بعد تلك الخطوة بالتحديد ستشعر براحة كبيرة وستنطلق بقوة أكبر تجاه وضع أهداف أخرى وتحقيقها إلى أن يصبح هذا الأمر هو دافعك لتحقيق المزيد إذا كان الله قد كتب لك ذلك.
بالمناسبة لا داعي للتذكير بان عقلك هنا يمثل من حولك أيضًا، لذا أنصحك بالابتعاد عن من سيخبرونك بانك تأخذ مخاطرة كبيرة وأنك ستندم في النهاية وأن تبتعد عن أي شخص يمنحك طاقة سلبية تجاه هذا الأمر لأن تلك الطاقة السلبية ستتحول إلى نبوءة ذاتية التحقيق لذا هي في رأيي أخطر من المخاطرة نفسها!
أيضًا قبل كل هذا تذكر بأن تتأكد من أن الباب مفتوح لاستعادة عملك أو من قدرتك على الحصول على وظيفة بشكل سريع، فوجود هذا الخيار كحل بديل إذا سارت الأمور بخلاف ما تتمناه سيمنحك راحة كبيرة أيضًا ستساعدك على التخلص من هذا الصراع بل والفوز به أيضًا.
أخيرًا أنصحك بقراءة كتاب The Dip لـ Seth Godin ستجد في هذا الكتاب ما يساعدك على تخطي تلك المرحلة والوصول إلى القمة في يوم ما.
ملاحظة: أستأذنك بان أقوم بإدراج سؤالك في مجتمعنا الآخر فريلانس ويكي لأنه سؤال يبحث الكثيرون عن إجابته واتمنى أن ينفع الله به أحد آخر.
بجد رائع جدا. استفدت كتير من المداخلات والآراء فعلا العقول بتغذي بعضها البعض.
شكرا كتير والي الامام
ارغب في التحدث عن تجربتي الخاصة في مجال العمل الحر الذي كان بديل للسفر ، لقد تركت عملي من حوالي 3 سنوات وفكرت كثيرا في السفر في الخارج، ولكن فكرت كيف سأترك عائلتي وكيف سأنقل حياتي وخاصة أنني كنت في أول الثلاثينات ، وقتها قد تحدث عن لي أحد أصدقائي عن أنه قد جرب منصة للعمل الحر http://kafiil.com ، والفعل قد قمت بإنشاء حساب وبدأت في العمل ومنذ ذلك الوقت وقد حقتت نجاح كبير ، وأحترفت التصميم لذلك أنصح الجميع بالتجربة ، ولقد أستفدت كثيرا بالمقال
السلام عليكم انا اري بان العمل كموظف والعمل الحر مرتبطين ببعض اي لا غني عن احد منهم هذا رايي الشخصي