ربما تأخرت بعض الشيء في مشاركة نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا، ولكن هذا لأن معظم تلك النصائح تطلبت وقتًا كبيرًا للمراجعة والتحقق، ففي الأسابيع القليلة الماضية شهدنا تحول كبير في مسار العالم لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الأولى مرورًا بالثورة الصناعية وصولاً إلى ظهور الإنترنت.
مثل هذه الأحداث تعرف في علم الاقتصاد باسم البجع الأسود Black Swan أي حدث غير متوقع الحدوث له تابعات هائلة على الاقتصاد وطريقة الحياة. بالرغم من عدم اتفاقي مع تصنيف أزمة وباء فيروس كورونا COVID-19 على أنها بجعة سوداء أخرى لأننا بالفعل كنا نترقبها ونعرف أنها ستحدث في أي وقت، إلا أنه من المؤكد أن العالم لن يصبح كما كان قبل هذا الحدث.
قرارات صارمة يتم اتخاذها، طريقة حياة مختلفة تمامًا، اقتصادات ودول كاملة تنهار، وأسواق عمل تموت وأخرى تولد، وأزمات كبيرة ومعقدة على مستوى الدول أو حتى الأفراد، وأسئلة تحمل الكثير من الغموض حول مستقبلنا.
في ظل كل تلك الأحداث أعتقد بأن الأوضاع أصبحت أفضل قليلًا في صالح اقتصاد العمل الحر The Gig Economy، فحتى أكبر المؤسسات مثل جوجل، أبل، وأمازون -والتي وظفت أكثر من 1000 فريلانسر- أصبحت تعتمد بقدر كبير على العمل عن بعد لإنجاز مهامها، من ناحية فهذا أمرٌ رائع لأن قيمة العمل الحر سترتفع كثيرًا في الأيام القادمة، خاصًة لأن من سيخوضون تلك المنافسة سيكونون من دول العالم الأول لأنهم الأكثر تأثرًا.
ومن ناحية أخرى فإن هذا خبر مفزع لأنه يعني أن الكثير من الأشخاص سيعتمدون على اقتصاد العمل الحر، وهذا يعني أن سوق العمل الحر سيصبح أكثر ازدحامًا من أي وقت مضى وأن المنافسة ستكون على أشدها.
كل هذا يعني
أنك يجب أن تكون مستعد لما هو قادم لأن تلك التغيرات قد تمنحك الأفضلية أو قد تتسبب في خروجك من المنافسة، لذا في هذا المقال سأشارك 7 نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا حتى تكون مستعدًا لما هو قادم.
1. لا تضع كل البيض في سلة واحدة
لا اعتقد أنه يمكن تقديم نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا بدون العودة بالزمن قليلاً إلى عام 2016، حيث تغير الكثير بسبب بجعة سوداء أخرى “تعويم الجنيه”.
ففي هذا التوقيت كنت أعمل مع عدة شركات داخل مصر وبسبب تلك القرارات الاقتصادية بعض تلك الشركات والكثير من الشركات الأخرى أيضاً لم تستطع المواصلة، وهذه كانت فقط أزمة محلية وصغيرة، فما بالك بالأزمة التي نعيشها اليوم.
لحسن الحظ لم نتأثر كثيرًا بما حدث، ولكن منذ ذلك الحين تعلمت درسًا هامًا للغاية وهو ألا أضع كل البيض في سلة واحدة، أعني ألا تعتمد مطلقًا على خطة واحدة، أو مهارة واحدة، أو أن تعمل في صناعة واحدة، أو حتى تعتمد في عملك على منصة واحدة.
وفي هذا الأمر كنت قد شاركت تجربة عن كيف خسر أحد الفريلانسرز 8000 دولار وثلاث سنوات من العمل بسبب اعتماده على منصة واحدة.
نعم من الرائع أن تتخصص في مهارة واحدة، وأن تعمل في صناعة واحدة لأنك بذلك ستتمكن بشكل أسرع من تحقيق النجاح والشهرة، ولكن يجب أن يكون هناك مهارة بديلة، ويجب أيضًا أن يكون هناك تنوع في الصناعات التي تعمل بها.
وهنا أنا لا أقول بأن تعمل كل شيء لأنه وكما قال روبرت جريني:
jack of all trades master of none
أي الشخص الذي يقوم بعمل كل شيء ليس خبيرًا في أي شيء، فقط نوع مهاراتك إلى مهارتين أو ثلاثة بحد أقصى، والصناعات التي تعمل بها قدر المستطاع.
فمثلًا قد نجد أن من يعملون بمجال الترجمة هم الأكثر تأثرًا في الوقت الحالي، حيث توقفت معظم أو كل أعمال عملاءهم، فلنتخيل بأن هناك شخصين، الأول متخصص فقط في الترجمة القانونية، بينما الثاني متخصص في الترجمة القانونية ولديه خبرة في ترجمة المواقع أو الترجمة الأدبية.
في الظروف الحالية توقف عمل المحاكم في معظم الدول وبالتالي سيتأثر الأول تأثرًا كبيرًا بما حدث حيث أنه سيتوقف عن العمل، بينما الأخير سيجد بأن لديه الكثير من الفرص الأخرى في مجال ترجمة المواقع أو الترجمة الأدبية لأن تلك الصناعات أقل تأثرًا بالأزمة.
قد تكون هذه النصيحة متأخرة بعض الشيء بالنسبة لبعض الأشخاص نظرًا لكونها نصيحة وقائية ولكنها من أهم النصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا، ويجب عليك تذكرها حتى وإن لم تكن هناك أية أزمات، لذا آمل بأنك لم تضع كل البيض في سلة واحدة وأن يكون الدرس المستفاد من تلك الأزمة هو ألا تفعل ذلك مطلقًا.
2. كن حاضرًا من أجل عملاءك في وقت الأزمات
إذا سألتك أي أصدقائك تفضل، فسيتجه عقلك إلى من يكونون بجانبك وقت الأزمات، في عالم الأعمال الأمر لا يختلف كثيرًا! فهي الأخرى تبنى على علاقات بشرية وليس مجرد أرقام ونتائج يتم تحقيقها.
في مثل هذه الأوقات يجب أن تكون حاضرًا من أجل عملاءك، حتى وإن لم تكن بحاجة إلى فعل أي شيء آخر، فقط دعهم يعرفون بأنك تعلم ما يمرون به وأنك جاهز لمساعدتهم في حال تطلب الأمر الحصول على مساعدتك في أي شيء.
ولا أقول لك أن تعمل مجانًا، ما أقوله فقط هو أن تكون متواجد في مثل هذه الأوقات، لأن هذا سيجعلهم يتذكرونك في أوقات الرخاء وطوال الوقت، هذا بجانب أن تحويل عملاءك القدامى والحاليين إلى عملاء متكررين أسهل بكثير من الوصول إلى عملاء جدد.
ولكن كيف تقوم بذلك؟
قم بمراسلة عملاءك القدامى وأخبرهم بشكل شخصي (حسب طبيعة كل عميل) بأنك حاضر لمساعدتهم في هذه الأزمة وأنه يمكنهم التواصل معك في أي وقت إذا كان هناك ما يمكنك المساعدة به.
أما بالنسبة للعملاء الحاليين فيمكنك أن تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يمكنك أن تقوم بتقديم استشارات لما تقترح أن يفعلوه في الوقت الحالي وكيف يمكنهم تخطي هذه الأزمة إما بتقليل النفقات أو الحصول على فرص أفضل أو غير ذلك حسب طبيعة كل عميل.
ويمكنك دومًا المساعدة بطريقة أخرى فمثلًا إذا كنت مصمم يمكنك تصميم إنفوجراف أو فلاير تعلم أن عملاءك بحاجة له لكي يتمكنوا من مساعدة عملاءهم، أو حتى يمكنك مشاركة تقارير هامة تتعلق بمجال عملهم، المهم هو أن تأخذ المبادرة ولا تفوت تلك الفرصة إذا كان هناك ما يمكنك القيام به.
لا أريد تقييدك في كيف يمكنك مساعدة عملاءك فأنت تعرف كيف تقوم بذلك أفضل مني، فقط كن مبدعًا.
قد يتساءل البعض هل من الصحيح أن أقوم بتخفيض مقابل خدماتي أو حتى عرض خدمات مجانية؟
في الحقيقة هذا يتوقف بالكامل، شخصيًا لم أضطر إلى تخفيض مقابل خدماتي مع عملائي الحاليين ربما لأن أحدهم لم يستدعي هذا، ولكن إن كان أحد عملاءك تأثر كثيرًا أنصحك بألا تتردد في مساعدته بهذه الطريقة إذا كان هذا في استطاعتك.
لأنه كما أخبرتك سابقًا فالأعمال لا تختلف كثيرًا عن العلاقات البشرية، ففي أحد المشاريع التي حصلت عليها مؤخرًا قمت بالتنازل عن 10% من قيمة العمل بعدما أخبرني العميل كيف أنه تأثر بتلك الأزمة.
ولكن أنا لا أنصح بتقديم تنازلات في السعر للعملاء الجدد في أول مرة لأن هذا يقلل من قيمة ما تقوم به كما أشرت في عدة مقالات سابقة، ولكن أعتقد بأن هذا الوضع استثنائي، وإذا كنت مضطرًا للقيام بأمر مشابه احرص على أن تجعل عميلك يعلم بأن هذا التخفيض أو التنازل تفهمًا منك للظروف الحالية وموقف عمله قبل أي شيء.
قد لا تدرك أهمية الأمر ولكن شخصياً أعتبر هذه واحدة من أهم النصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا، ما أريدك أن تتذكره من هذه النصيحة هو أن تواجدك من أجل عملاءك في وقت الأزمات سيضعك في أول الصف في أوقات الرخاء.
3. تعلم الإدارة المالية الشخصية واجعل الادخار حليفك
لا أجد طريقة أفضل لكي أخبرك بها هذا الأمر لذا سأقوله كما هو، إذا لم تكن جيدًا في إدارة حياتك المالية ستكون أكثر تأثرًا بمثل هذه الظروف، لذا أنصحك ببدء تعلم إدارة حياتك المالية الآن.
لن أتحدث عن كيفية إدارة حياتك المالية في الوقت الحالي لسببين:
الأول هو أنني لا أحب إسداء النصائح حول كيفية إدارة حياتك المالية لأن لكل شخص ظروف ونمط حياة مختلف، ونحن -أعني الفريلانسرز- لسنا كلنا متشابهون في هذا الأمر بالتحديد.
والثاني هو أنني أتبع أسلوبًا متطرفًا في إدارة حياتي المالية، وهو أنني لا أفضل الادخار لأنه لا يعمل على زيادة المال، ما أفضله وأقوم به هو الاستثمار، فأقوم باستثمار حتى 80% من دخلي مرة إخرى إما في تطوير مهاراتي ومعرفتي أو أدواتي أو مشاريع جانبية، وهذا ليس أمرًا أنصح الجميع بالقيام به.
ولأنه لا يمكنني أن أنصحك بشيء لا أفعله شخصيًا، سأكتفي بأن أشارك معك درسًا تعلمته من تلك الأزمة وهو أنه إذا كان الاستثمار حليفك في وقت الرخاء، فهذا يعني أن الادخار هو حليفك في وقت الأزمات مثل تلك الأوقات.
لأن الاستثمار -خاصًة إذا كان بعيد المدى- قد لا يساعدك على زيادة قدرتك على العمل دون أن تقوم بتحقيق أي دخل أو ما يعرف باسم Runway، لكن الادخار سيمنحك حتمًا تلك الأفضلية وهي ما قد تكون بحاجة إليه في ظل هذه الأزمة.
إذا كنت تبحث عن مصدر جيد لتتعلم كيفية إدارة حياتك المالية وتعلم كيف تقوم بالادخار بشكل صحيح لا أعتقد بأن هناك شيئًا قرأته وأنصح بقراءته أفضل من كتاب The Richest Man in Babylon أو أغنى رجل في بابل إذا كنت تفضل قراءة النسخة العربية للعبقري George Samuel Clason حيث ستتعلم في هذا الكتاب مبادئ اقتصادية هامة للغاية ستساعدك على إدارة حياتك المالية بشكل أفضل.
لذا أنصحك -وأنصح نفسي- أن تقوم بالادخار في وقت الرخاء حتى يكون حليفك في وقت الأزمات، أو أن تقوم بدفع كل التزاماتك المالية أو على الأقل تأمينها لمدة ثلاثة أشهر مسبقًا إذا كنت تستطيع، وهو ما أفعله وأفضله شخصيًا، لأن هذا سيمنحك الكثير من الوقت لكي تتمكن من العيش دون القلق حول العمل.
والنصيحة الأخيرة التي سأقوم بتقديمها حول هذا الأمر هو ألا تقوم بتطبيق أي شيء تتعلمه حول إدارة حياتك المالية بدون تفكير مسبق وأن تعرف هل سيتناسب مع دخلك وطبيعة حياتك أم لا، فبالرغم من أن الادخار هو أهم المبادئ في هذا الكتاب إلا أنني لا أرى بأنه يناسب نمط حياتي وما اسعى لتحقيقه في الوقت الحالي.
4. كن مستعدًا لاستقبال الفرص الجديدة
يمكنني أن أخبرك بعدة قصص شهيرة للغاية في عالم الأعمال عن كيف تولد الفرص من رحم الأزمات، وكيف أنه قامت صناعات وظهرت كيانات عملاقة مثل Airbnb مثلًا في قلب تلك الأزمات، ولكن هذه ستكون فكرة مبتذلة!
أنا فقط أرغب بتقديم نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا وليس مشاركة القصص التحفيزية، لذا فعلى العكس سأخبرك بما أؤمن به، أنا شديد الإيمان بمقولة Leon C. Megginson الشهيرة والتي يتم نسبها بالخطأ إلى Charles Darwin:
It is not the strongest of the species that survives, nor the most intelligent that survives. It is the one that is most adaptable to change.
“البقاء لا يُكتب لأقوى الأنواع ولا لأذكاها، بل لأكثر الأنواع قدرة على التكيف مع التغيير”
هذا الأمر لا ينطبق على بقاء الكائنات الحية فقط، فهو ينطبق على العمل أيضًا بالنسبة للأفراد وحتى المؤسسات العملاقة (مثلما حدث مع Intel في الثمانينات). لذا دعني أعيد صياغة المعنى قليلًا بقولي الفرص القادمة قد لا تكون من نصيب الأكثر مهارة ولا الأكثر ذكاء، ولكن الأكثر استعدادًا وقدرة على التكيف.
أقول ذلك لأن ما شهدته في تلك الأسابيع القليلة بعكس كل ما هو متوقع كان المزيد من طلبات العمل! ما لاحظته هو أن تلك الطلبات كانت لسببين رئيسيين:
- مشاريع لشركات ناشئة تعمل على توفير حلول وتقديم خدمات جديدة تساعد على تخطي الأزمة الحالية لكي تضمن مكانًا لها بعد انقضاء الأزمة.
- مشاريع لشركات لم يكن لديها الوقت لبدء تلك المشاريع، وحين توقف العمل قليلًا قرروا أن يعملوا على تلك المشاريع حتى يكونوا أكثر استعدادًا حين تنقضي الأزمة. (أحببت كثيرًا طريقة تفكير هذه الشركات بالمناسبة)
بالتأكيد ستتأثر صناعات كثيرة بتلك الأزمة، ولكن كما شهدنا دومًا ستظهر صناعات وحلول جديدة أخرى، هذا أمرٌ مؤكد. مع ظهور تلك الصناعات والحلول الجديدة سيأتي المزيد من الفرص، لذا أنصحك بأن تكون مستعدًا وقادرًا على التكيف مع التغيير، ليس فقط لكي تنجو ولكن لتزدهر أيضًا!
لذا نصيحتي لك هي أن تتوقف عن التفكير في المشكلة وتضع كل طاقتك العقلية في التفكير في الفرص التي ستنشأ وكيف يمكنك أن تكون جزءً منها، لأن من سيحظ بالأسبقية في هذا الأمر سيربح كثيرًا، وبالمناسبة إذا أردت أن تعرف أكثر عن رؤيتي لمستقبل اقتصاد العمل الحر أنصحك بقراءة هذا المنشور.
قد لا تكون هذه إحدى النصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا ولكنها نصيحة يجب أن تتذكرها طوال الوقت وليس فقط عند الأزمات.
5. قم بتقديم خدمات متكررة الطلب
هل تقوم بدفع اشتراك الإنترنت مرة واحدة؟ ماذا عن فاتورة الكهرباء؟ اشتراك Adobe أو أياً كانت البرامج والأدوات التي تستخدمها في عملك؟ هل لاحظت كم الخدمات التي تتطلب منك اشتراك شهري؟ إذًا لماذا لا تقدم خدمات تتطلب اشتراك شهري أنت أيضًا!
تعجبت كثيرًا حين علمت أن الكثير من الفريلانسرز لا يعلمون أنه يمكنهم تقديم خدمات متكررة الطلب بشكل شهري ليحصلوا منها على دخل إضافي شبه ثابت كل شهر، وأنهم يعتمدون على المهام التي يتم إنجازها مرة واحدة ومن ثم يبحثون عن عميل آخر.
شخصيًا لا أفضل ذلك الأمر، لأن الوصول إلى عميل يمكنك العمل معه على المدى البعيد هو تقريبًا حلم كل فريلانسر، وهو ما أحرص عليه حين أقوم باختيار أي عميل جديد فإن أول ما أنظر له هو هل سيصلح للعمل معه على المدى البعيد أم لا؟ ونتيجة لذلك فأنا أعمل على بعض المشاريع بشكل شهري لأكثر من ثلاث سنوات حتى الآن ومازالت تلك المشاريع مستمرة، هذا ما أنصحك أن تقوم به أنت أيضًا.
هناك العديد من الخدمات التي يمكنك تقديمها بشكل متكرر شهريًا، مثل خدمات التسويق الرقمي بمختلف مجالاتها، المساعدة الشخصية أو إعداد التقارير، الدعم الفني للمواقع، أو العمل على مشاريع تتطلب وقتًا طويلًا للانتهاء منها وتقسيم قيمة المشروع على دفعات شهرية، أو حتى العمل عن بعد لدى إحدى الشركات مقابل عدد ساعات شهريًا أو دخل ثابت.
هذه عدة أفكار لخدمات يمكنك تقديمها شهريًا وهناك الكثير أيضًا من الخدمات الأخرى، وقد تجد أن بعض الخدمات التي تقوم بها قابلة للتحول إلى خدمات متكررة الطلب، إذا لم تكن تقدم إحدى هذه الخدمات فحاول أن تتعلم احداها مثل التسويق مثلًا كونه الأكثر شيوعًا.
نصيحتي هي أن تبحث عن عملاء أفضل، عملاء يمكنك العمل معهم على المدى البعيد. وقم بتقديم خدمات متكررة الطلب، لأن هذا سيجعلك تجمع بين مميزات العمل الحر والوظيفة في نفس الوقت وسيمنحك بعض الاستقرار المالي الذي سيجعلك أكثر ثباتًا في مثل تلك الأزمات.
6. انتهز الفرصة في إعادة ترتيب أولوياتك وتطوير مهاراتك
أحد المشاهد التي كثيرًا ما تتكرر في أفلام هوليوود، هي عندما يتعرض البطل لموقف صعب للغاية أو يذهب إلى السجن مثلًا، فيبدأ حينها في التفكير أكثر في حياته وتحدث رحلة قصيرة -من مشهدين أو أكثر بقليل- من اكتشاف الذات تقوده في النهاية إلى أن يصبح شخصًا أفضل مما كان قبل هذه المحنة.
لا أرى العزل المنزلي يختلف كثيرًا عن هذا الأمر، ولعل أفضل ما جاء به العزل المنزلي هو المزيد من الوقت، المزيد من الوقت للقيام بكل شيء تقريبًا، لذا سأخبرك بعض الأشياء التي قمت بها وأنصحك أنت أيضًا بالقيام بها.
أول ما قمت به كان التدقيق أكثر في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما أفعله عادة كل أربعة أشهر مثلما شرحت في هذا المقال، ووجدت بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب عليَّ تغييرها في حياتي، بعض المشاريع التي يجب أن أتوقف عن العمل بها، ومشاريع أخرى يجب أن أبدأ في تنفيذها.
الكثير من الأمور المتعلقة التي يجب أن أعمل على إنهائها مثل تحديث معرض أعمالي (بالمناسبة الآن هي فرصة رائعة للعمل على معرض أعمالك إذا كنت مصمم). وأيضًا اكتشفت بعض الأمور التي تحتاج إلى المزيد من الانتباه مؤخرًا في حياتي المالية والشخصية والتي ترتب عليها تعديل أولوياتي وأهدافي المالية لهذا العام وفق لتلك الأولويات والأهداف الجديدة.
وقمت بعمل بعض التقارير التي كنت أعلق العمل عليها لوقت طويل، مثل تقارير عملائي والأعمال التي قمت بها حتى الآن وأيضًا قمت بإنهاء بيان الدخل Income Statement الخاص بي والذي كنت لا أحب العمل عليه كثيرًا لذا اعتبرت هذا الأمر انتصارًا صغيرًا وقمت بالاحتفال به.
وأيضًا قمت بإعداد قائمة دسمة من المقالات والكتب والدورات التدريبية لهذا الشهر حتى أملأ كل هذا الوقت، وهو ما يمكنك معرفة كيف تقوم به بشكل أفضل من هذا المقال، وأيضًا صرت أمارس التمارين الرياضية بانتظام وأقرأ حتى وقت أطول قبل النوم، وأقوم الآن بكتابة هذا المقال عن نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا، ومع كل هذا وجدت بأنني أنجزت أكثر من مائة مهمة صغيرة في تلك الأيام العشر فقط!
قد لا يمكنني أن أنصحك بالقيام بكل تلك الأشياء ولكن ما أنصحك به هو أن تنظر إلى مثل هذه الأوقات من منظور مختلف، لأنها تأتي محملة بالفرص التي قد تغير حياتك، أما أنا فقد أصبحت ممتنًا للغاية لتلك الفترة التي توقف فيها العالم عن الركض حتى نتمكن من التقاط أنفاسنا.
لا أعلم كم سيطول الأمر ولكن هذه التجربة علمتني أهمية أن أتوقف عن العيش بالسرعة التي يفرضها علينا العالم المحيط بنا، وجعلتني أفكر جديًا في تكرار تلك التجربة بشكل شخصي بأن أتوقف تمامًا عن العمل لمدة 10 أيام كل أربعة أشهر حتى أقوم بتكرار هذا الأمر مرة أخرى.
7. حافظ على هدوئك
لقد قمت بمشاركتك ستة نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا ودروس أخرى تعلمتها حتى الآن، أعتقد بأننا أصبحنا أصدقاء أليس كذلك؟ لذا ستكون هذه النصيحة شخصية بعض الشيء وليست متعلقة بالعمل “حافظ على هدوئك”.
أقول هذا الأمر لأنني في الأسابيع القليلة الماضية وصلني الكثير من الرسائل التي تحمل الكثير من القلق حول الأزمة الحالية –والتي أدعو الله أن تنتهي سريعًا- وما هو قادم، وكثيرًا من الأشخاص حين أتحدث معهم أجد بأنهم قلقون للغاية لأن أحد عملاءهم توقف عن العمل معهم أو خسروا بعض المشاريع بسبب تلك الأزمة.
أعتقد أنك تعرف مسبقًا بأنني لا أحب الكلام التحفيزي لأن تأثيره قصير وغير قابل للتطبيق، ولكن ما أنا متأكد منه هو أنك يجب أن تحافظ على هدوئك، القلق لن يفيدك بأي شيء في الوقت الحالي بل بالعكس سيجعلك لا تفكر بشكل جيد، وهذا سيقودك إلى إضاعة الكثير من الفرص التي يجب أن تكون أكثر استعدادًا لها مثلما أشرت في النصيحة الرابعة.
فما حدث هو أمرٌ خارج إرادتك ولا يمكنك تغييره لذا فكل ما سيفعله القلق هو أنه سيجعلك تركز على السلبيات وتقوم بإعطائها أكبر من حجمها، بينما من المفترض أن تجعل كل تركيزك منصب على الفرص القادمة وحتى من أن هذا الأمر قد يكون سببًا في فرصة عظيمة لك وأنت لا تدري.
لذا سأختم هذه النصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا بأن أنصحك -من صديق لصديقه- حافظ على هدوئك فهو ما سيمنحك الأفضلية فيما هو قادم.
حتى لا تنسى
لقد قطعت شوطًا طويلًا بقراءتك لهذا المقال، أشكرك كثيرًا على وقتك وأتمنى أنك وجدته مفيدًا، حتى لا تعاود قراءة بعض النصائح مرة أخرى إذا كنت لا تتذكرها جيدًا، سأقوم بتلخيص تلك النصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا سريعًا حتى أوفر عليك بعض الوقت.
- لا تعتمد مطلقًا على مهارة واحدة، عميل واحد، صناعة واحدة، أو حتى منصة عمل واحدة. احرص على التنويع في الصناعات والعملاء اللذين تعمل معهم ولا تعتمد على خطة واحدة فقط.
- عملاءك هم أهم ما تملك، لذا في وقت الأزمات كن حاضرًا من أجل عملاءك، قدم المساعدة إذا كان هذا باستطاعتك او على الأقل أعلمهم بأنك ترحب بذلك.
- تعلم كيف تقوم بإدارة حياتك المالية بشكل أفضل. أنظر دائمًا للمستقبل واجعل الادخار حليفك في أوقات الرخاء حتى يكون خادمك المخلص في أوقات الأزمات.
- كن دائماً على استعداد للفرص الجديدة، وتذكر أن في أوقات الأزمات النجاح لا يكتب للأذكى ولا الأكثر مهارة ولكن للأكثر قدرة على التكيف.
- احرص على أن تمتلك مهارة تمكنك من تقديم خدمات متكررة الطلب، وأبحث دائمًا عن عملاء أفضل، عملاء يمكنك العمل معهم على المدى الطويل، فهذا سيمنحك استقرارًا ماليًا.
- الآن هو أفضل وقت لكي تطور من مهاراتك، تكتسب خبرات جديدة، تنهي كل أعمالك المتعلقة، تقوم بتحديث معرض أعمالك، وتشارك ما لديك من خبرات وما تستطيع أن تفعله، بهذا ستكون أكثر جاهزية للفرص القادمة.
- حافظ على هدوئك، من أجل نفسك، من أجل من تحب، من أجل عملاءك، وأيضاً من أجل قرارات أفضل ستساعدك على تحقيق الكثير بعد انتهاء الأزمة.
كلمة أخيرة
هكذا أكون قد شاركت معك 7 نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا، أريد فقط أن أخبرك بأن هذه النصائح ليست فقط من أجل أزمة كورونا، بل أيضًا من أجل الأزمات الشخصية التي نمر بها طوال الوقت تقريبًا والهدف الأكبر منها هو أن تحمي نفسك من الأزمات الشخصية التي قد تعوقك عن العمل لبعض الوقت.
أذا لم تلحظ فالنصيحة الأولى والثالثة والخامسة هي كلها نصائح وقائية يجب عليك العمل بها طوال الوقت، لأنك بالعمل بتلك النصائح فأنت لن تتأثر بأي أزمة قصيرة المدى سواء شخصية أو عالمية كالتي نعشيها الآن، أما باقي النصائح هي ما يجب عليك أن تفعله لكي تخرج من الأزمة سالمًا إن شاء الله.
وفي الأخير أدعو الله أن يحفظنا جميعًا وأتمنى ألا يكون أحد منا قد تأثر بتلك الأزمة، وأن تمر سريعًا وتترك وراءها الكثير من الفرص التي ستجعل حياتنا أفضل.
أخبرني ماذا كانت النصيحة الأفضل بالنسبة لك من هذه الـ 7 نصائح للفريلانسرز عن كيفية تخطي أزمة كورونا؟ وهل لديك المزيد من النصائح لتقديمها إلى زملاءك من الفريلانسرز؟ شاركنا في التعليقات.
15 تعليق. Leave new
رائع شكرا لك
العفو يا مروان سعيد بقراءتك للمقال
كلامك كلو صح لانو الحياه كلها لاتتوقف علي احد ولا علي ازمات ولا حروب الحياه فقط تتوقف بامر من الخالق واحنا بس بنختار هنكون قد الازمات ونحاول نتخطا بكل قوتنا والا هنسيب نفسنا للافكار السلبيه تتملك من عقولنا وانت وحدك الي بتحدد تكون فين باختيارتك اما علي الجانب المتشائم او المتفائل والازمات بتعدي سؤ اخترت كدا او كدا بس احنا باختيرتنا الصح بنعديها باقل الخسائر .
مقال جميل يا علي ونصائح فعّالة جدًا. وأظن كان أهمها آخر نصيحة لأن بيقوم عليها تنفيذ باقي النصائح؛ ده واقع ولازم التعامل معاه بهدوء عشان نقدر نعدي الأزمة بأقل الخسائر سواء النفسية أو العملية.
أشكرك يا منى على رأيك اولاً وعلى إختيارك للنصيحة دي بالتحديد ثانياً، فعلًا أتفق معاكي في كونها الاهم لأن بيتوقف عليها تنفيذ باقي النصائح، وبالمناسبة أحيكي على الوصف الدقيق دا.
جزاك الله خيرًا عنا، مقالة جيدة.. أفضل النصائح بالنسبة.
“كن دائماً على استعداد للفرص الجديدة، وتذكر أن في أوقات الأزمات النجاح لا يكتب للأذكى ولا الأكثر مهارة ولكن للأكثر قدرة على التكيف”.
جزاكي الله كل خير وأكرمك يا سمرا،
سعيد بقراءتك للمقال وبرأيك وإختيارك لهذه النصيحة أيضاً.
انت عظيم يا على
أشكرك يا مصطفى ربنا يباركلك
كالعادة مقال جميل يا علي زيك
كان عندي سؤال وأنا بقرأ المقال وخصوصًا لمّا شدّني عنوانه، بيعدّي فترات في وقت شغل بكون متأثر عاطفيًا زي حد قريب ليا مريض أو ضغوط عائلية، ملقتش إجابة واضحة ليه ممكن بس النصيحة الأخيرة مفيدة فيه ولو إني أعتقد مش عملية قوي في الضغوط العاطفية.
فهل واجهتك أوقات إنك تكون فيه حاجة مسببة ضغط عاطفي؟ وهل أنت من الشخصيات اللي بتعرف تفصل بين حياتك الشخصية وحياتك العملية (سؤال شخصي مش بالضرورة تجاوب عليه ?)؟ بس أنا أعتقد إني من النوع اللي مش بيعرف يفصل دايمًا أو غالبًا للأسف حتى في الدراسة.
لو عندك تجربة ونصائح في النقطة دي أكون سعيد لو شاركتها في مقال.
صديقي عبد الرحمن، أولاً أشكرك على قراءتك وعلى دعمك الدائم ورأيك الجميل، اتمنى إنك بخير وسلامة.
بالنسبة لسؤالك الأول يا عبد الرحمن، فدا طبيعي جدًا للأسف ولكنه بيختلف في شدته من شخص للتاني، وبالتأكيد دي حاجة أكبر بكتير من النصيحة الأخيرة ألا وهي الثبات الإنفعالي وضبط النفس، شخصيًا أخدت وقت كبير جدًا علشان أتقن المهارة دي ولكن بشكرك للفت نظري للمشكلة اللي بتوجاهك وإن شاء الله هتكلم عنها بشكل أكبر قريب جدًا.
أما بالنسبة لسؤالك التاني فبالتأكيد مريت بدا أكتر من مرة، ولكن لحسن الحظ -وسوء الحظ كذلك- إني شخص “متمحمور حول العمل” يمعني إن العمل هو أعلى أولوياتي، وبالتالي بهرب من الضغوط النفسية أصلًا للعمل!
اللي لاحظته إني في كل مرة كنت بتعرض فيها لضغط نفسي هو إني بندفع أكتر في العمل، ودي حاجة إيجابية جداً لأني مش بتأثر سلبيًا بالأحداث اللي بتسبب ضغط نفسي لأي شخص تاني، ولكن سلبية في كوني بظهر أقل تأثرًا بأحداث كتير.
أما بالنسبة للفصل فا دا مهم جدًا يا عبد الرحمن، في الوقت الحالي أنصحك تقرأ أكثر عن الثبات الإنفعالي وضبط النفس، وإن شاء الله قريب جدًا هتكلم بشكل أكبر عن الموضوع من تجربة شخصية.
اخ علي اشتقنا الى مقالاتك فقد غبت كثيرا ولكن عدت مع هذا المقال الرائع والمفيد جدا خصوصا النصيحة الأولى التي احاول تطبيقها بتنويع المنصات التي اعمل عليها كمطور ويب, واعجبتني كذلك فكرة الاستثمار التي طرحتها والتي احبذها ايضا واقوم بها واريدك ان تتحدث اكثر عن هذا الجانب عن انواع الاستثمارات التي جربتها ونجحت معك لكي نستفيد منها وشكرا على اثراء المحتوى العربي القليل في مجال الفريلانسر وجعله اكثر احترافية ودقة.
تقبل مروري
اخوك فؤاد من المغرب
أشكرك أخي فؤاد، وسعدت جدًا بقراءتك لهذا المقال وأنه أفادك.
من الجيد أنك تقوم بتطبيق النصيحة الأولى فهي مهمة للغاية، أما بالنسبة للإستثمار فأشكرك لتشجيعي على الكتابة عن هذا الأمر فقد وصلتني عدة أسئلة حوله أيضًا وربما سأتحدث عنه بتفصيل أكبر في مقال مخصص.
أشكرك على كلاماتك الراقية وأتمنى أن أحقق هذا الأمر، كما أتمنى لك كل التوفيق أيضًا.
عرفت أعلق المره دي 😀
ربنا يجازيك خير .. 3-6-7
الحمد لله وأهلًا بيكي في فريلانستيشن يا خلود!